12 / 13

للحلم بقية

Illustrated by Lee El Sayed

في فصل الصيف وفي احدى القرى اللبنانية الجبلية و المتربعة على كتف جبل شامخ مكلل بأطايب الزهور و المريمية المنعشة والمطلة على بحر هادئ يحاكي زرقة السماء وبين المروج المتماوجة الخضراء ترعرعت فتاة عشرينية مفعمة بالحياة و النشاط داخل عائلة تنعم بدفء الاسرة و المحبة و تحمل الصعاب . كان اسمها لطيفة جميلة وناعمة دائما تزين شعرها الاسود بياسمينة بيضاء , تضج بالحياة و النشاط تساعد و تبادر من اجل الجميع . انهت دراستها و تخرجت من الجامعة ومازال ذلك الحلم يراودها منذ طفولتها الحلم الذي اخذ منها ليالي طويلة و هي تنسجه ثوبا ارجوانيا تتمنى ان ترتديه يوما هو السفر والبحث عن حياة جديدة و العمل انها مثل عصفور صغير تعشق الحرية و التحليق عاليا لترى الوجود من الاعلى و الاشعة التى تخترق عباب الغمام وترسل اشعة نورانية تعانق الارض و تمنحها الدفء معلنة ولادة صباح جديد .
لقد بدأت نقطة التحول في حياتها في تلك الليلة الصفية المتلئلئة بالنجوم الهادئة وهوائها العليل , كان زفاف شقيقتها التي تصغرها في العمر , لعب القدر لعبته عندما حضر الى هذا الزفاف قريب والدها المغترب في احدى الدول الاوروبية مع اهله , كانت عيناه تلاحقها ويبحث عنها بين الحضور اما هي فشعرت بشيء غريب الاسئلة تجوب في رأسها ترى هل سيكون لهذا الانسان دورا في حياتها ؟
بعد ايام من تلك الليلة جاء الاب مسرورا الى البيت ليخبر العائلة بأن ذلك الرجل تقدم لخطبة لطيفة وانه رجل وسيم وخلوق فيكفي انه قريب له وان وضعه المادي ممتاز . احست لطيفة بناقوس خطر يدق حياتها ثارت ثورتها وحاولت التملص من الموضوع وترددت كثيرا . بادر الاب باقناع ابنته وان حلمها بالسفر سيتحقق
الحلم الذي شغفها شوقا . فوافقت دون ان تعي ذلك هو بداية التحول الجذري في حياتها , نعم “في لحظة من العمر يحدث ان لا نعود كما كنا ابدا”
كما تملي العادات و التقاليد تم الارتباط الذي يجب ان يكون مقدسا مبنيا على اسس من المحبة و التفاهم وتعلقت لطيفة بذلك الرجل انها لم تعرف الحب يوما وما رف قلبها لرجل قط انشغلت به و نسيت حلمها بالسفرماعاد قلبها الصغير معلقا بشيء سوى زوجها وباتت الامنية الجديدة البقاء معه . تم الزواج وبقيت معه فترة من الزمن ربما اسبوعين او اقل ثم سافر وتركها عند والديه ليقوم بتجهيز اوراق السفر و تقديمها للسفارة الكل كان سعيدا بهذا الزواج فسامر هو انسان رصين هادئ ومثال للزوج المتفهم الذي تحلم به كل فتاة كما انه بنى نفسه عندما هاجر الى اوروبا وتحمل الصعاب ليصل الى ما وصل اليه .
مرت الايام ولطيفة في بيت اهل الزوج و تنتظر منه ان يخبرها عن موعد مقابلتها مع السفارة حتى تلحق به ,ها قد رن الهاتف اخيرا هرولت مسرعة وقلبها ينبض حبا و شوقا له .
سامر : الو حبيبتي كيف حالك اشتقت لك كثيرا ماذا تفعلين بدوني
لطيفة : وعيناها مغرورقة بالدموع نعم حبيبي انا بخير وانا مشتاقة لك جدا هل من جديد بخصوص السفر ؟
سامر : لا جديد اريد ان اخبرك ان بامكانك السفر ولكن بطريقة غير شرعية ذلك اسرع خلال اسبوعين تكوني بقربي فأنا لم اعد احتمل الايام دونك ؟
كاد قلب لطيفة يقفز فرحا صرخت بصوت مليء بالفرح نعم اوافق .
سامر : اذا استعدي لتكوني معي .
عارض الاهل و الجميع لكنها كانت مصرة على هذا الامر الامر مرعب ان تجتاز دولا واراضي مجهولة ولا تعرف ما ينتظرها ولكن حبها له و تعلقها به جعل هذه الامور بسيطة فهي على استعداد للموت و التحدي لتكون معه .
وكان لها ما تريد وبعد اسبوعين حلقت لطيفة بالطائرة بين الغيوم و الاحلام وبدأت رحلتها من مكان الى اخر ومن ارض الى ارض وبالركض بين الغابات و الهروب بين الحقول و الحدود مع مجموعات و اجناس مختلفين واخيرا وصلت الى ارض الاحلام حيث زوجها الذي سيحقق لها السعادة و الحياة الجميلة و الدفء و الحنان .
ان لطيفة كانت فتاة عنيدة شامخة ولعل هذه الصفاة اخذتها من ذلك الجبل الشامخ الذي ترعرعت بين ربوعه الخضراء ومن شجرة السرو المتشبثة بأعلى الجبل تحب تحدي الرياح وتحقيق الامال وخوض المغامرات فكيف تمكن هذا الرجل من ترويض طموحها ليجعل منها امرأة تلهث وراء حبه .
كيف للانسان ان يتخلى عن عن حياته وواقعه ليبدء رحلة نحو المجهول ؟ كيف وهو لا يعرف ما ستؤول اليه الامور أهو بسبب الفضول وحب الاستكشاف ؟
نعم غادرت لطيفة وحلقت ووصلت الى مبتغاها ارض جديدة حياة جديدة بقرب ذلك الرجل الذي ساقه القدر اليها . وصلت وكان الزوج بانتظارها ما اروعه من شعور ان يصل المرء الى حلمه المنتظر بيت الزوجية حيث الاستقرار حيث ستبنيه معه ويمللآنه حبا و دفئا .
مر اسبوع رائع وفي ليلة شتوية حيث زخات المطر التي تعانق التراب وتفوح رائحة الارض الجميلة عاد الزوج من عمله وبعد تناول العشاء اعدت له فنجانا من القهوة وجلسا يتسامران احست لطيفة بكلام يريد الزوج ان يخبرها به لكنه لا ينطق فقط ينظر اليها و يتأملها .
قالت له : اشعر ان هناك ما تريد قوله هيا اخبرني
الزوج : نظر اليها طويلا ثم قال نعم اود ان تعريفي ان لي زوجة اخرى وهي الشرعية في هذا البلد واننا كنا على وشك الطلاق لكنها تراجعت وستعود غدا الى منزلها واننا لا نستطيع العيش احدنا دون الاخر.
ثم اردف قائلا عليك ان تعلمي انني لا استطيع اثبات زواجك في هذا البلد وان مصلحتي واوراقي و اقامتي فوق الجميع .
بدت الدهشة على وجهها والذهول وكأنها اصيبت بصعقة ادخلتها الى دهاليز حلزونية مجهولة ولا يبدو وجود اي ضوء يهديها الى الطريق .
ماذا بعد وماذا سيحصل بعد ذلك كيف يخذلها من تخلت عن كل شيء لاجله وما هو مصيرها , ضج رأسها بهذه الاسئلة وغيرها و غيرها ثم عادت لتحط على ارض الواقع وبنبرة حزينة مليئة بالدموع والعتاب وعيناها مغرورقة بالدموع وجهت اليه سؤال : ماذا بعد هل هناك ما تخفيه عني ؟
بكل هدوء ومكر اجابها : لا شيء فقط ستعود الى بيتها هنا وستعود الحياة بيننا بشكل طبيعي
توقف الزمن في تلك اللحظة , يالها من لحظة سوداء في عيون لطيفة هل هي حية تتنفس قلبها يخفق بكل قوة يكاد يشق اضلاعها ليخرج تتسارع انفاسها ثم تضيق الم رهيب يقطع اوصالها فقط في تلك اللحظة ادركت انها كم كانت ساذجة بسيطة وكم كان ماكرا و خبيثا
فهل هي على قيد الحياة ؟ واذا كانت كذلك فهل هو على قيد الانسانية ؟؟؟؟
استفاقت من ذهولها وقالت : لماذا انا ؟ وكيف استطعت ان تدمر روحا لم تسبب لك الاذى ؟ بدت شاحبة باردة كأنها ورقة سقطت عن شجرة السرو وداستها الاقدام .
نظر اليها بشفقة وقال لها : لو لم تكوني انت لكانت غيرك ولكني اخترت انسانة اباهي بها احلام(الزوجة الاولى ) لاكسر شوكتها و تعجرفها ولاجعلها تتعلم درسا وتعد للمئة قبل ان تتصرف اي تصرف دون ارادتي فأنا هو الرجل .
ردت لطيفة وهي تبكي : ماهو ذنبي , ولماذا اقتلعتني من عالمي ومن بين اهلي ومجتمعي الترضي غرورك ام لتثبت انك رجل ؟
لم ينطق ببنت شفة وخيم الصمت على المكان اشاح بنظره عنها وكأنه يبحث عن اجابات لاسئلتها , على الرغم من احتمال شعوره بالذنب لكنه ابى الاعتراف واستمر على طريق الاذى لقد داس و سحق قلبا بريئا ليثبت انه رجل في دولة اوروبية قانونها يحمي المرأة اما هو دمر هذه المرأة وجعل الاخرى تعود راكعة امامه فقط بسبب الغيرة .
لم تتوقع ما يخبئه لها القدر زوجة اخرى ماذا ستفعل الان والاخرى ستعود بعد ساعات الى بيتها امضت لطيفة ليلتها تحملق بالمجهول وكانها في عالم اخر عالم موحش . فهل ستلجأ الى القانون لكن كيف وهي التي دخلت الى تلك الدولة بطريقة غير شرعية ؟ والزوجة الاخرى هي الاقوى معها جنسية البلد وتتكلم لغتها والقانون في صفها ؟ دوامة جديدة دخلت بها انصب جل تفكيرها على الاهل كيف سيكون وقع الخبر عليهم ماذا سيقول والدها والام المريضة هل ستتحمل عذاب ووجع ابنتها ؟
لا بد ان تتخذ القرار ……..
يوم جديد ومطر غزير يغسل وجع الارض نهضت لطيفة بعد ان قضت ليلتها على الاريكة تفكر وتتامل انه الباب نعم ترى من يكون ؟
انها هي لقد عادت بأمتعتها و حاجاتها , الزوجة الاولى عادت متفرعنة لتشن حربا شعواء على امرأة لا ناقة ولا جمل لها في مشاكلهم الزوجية . اي امرأة على وجه الارض تناضل حتى لا تخسر زوجها و حياتها و بيتها فهو شيء طبيعي في النفس البشرية ولكن الغير طبيعي هو ما تتعرض له لطيفة من أذى نفسي وحزن عميق .
صرخت احلام عندما رأت لطيفة : هي انت عليك الخروج من بيتي ومن حياتي فهو ما تزوجك الا حبا لي لم يحب ولن يحب غيري انا زوجته الشرعية والقانون معي والا جعلتك تندمين .
كان وقع كلامها قاسيا وجارحا تسمرت لطيفة في مكانها وشردت تحاول العثور على بصيص امل يهديها لقرار حاسم او انها اعتقدت ان ذلك حلما مزعجا وانها ستصحو وتجد نفسها في بيتها ومع اهلها في قريتها الجميلة . لا ليس حلما بل دعابة من دعابات الحياة وان عليها اتخاذ القرار فورا .
اتصلت بوالدها واخبرته ما حدث كانت الصدمة قوية وما جعل الموقف اكثر قسوةسماع صوت بكاء والدتها المريضة .تضرعت لطيفة لله ان يجعل الصدمة اقل وطأة على اهلها و امها فهي على استعداد ان تخسر كل العالم ولكن ان لا يمس مكروه اهلها . بدا والدها صلبا وقويا اخبرها ان عليها العودة وانه سيتصل بصديق له يعيش قريبا منها ليساعدها .
بعد عذاب دام شهرا وبمساعدة ذلك الصديق وعائلته تمكنت لطيفة من استكمال كافة اوراقها و مستنداتها للعودة . كانت خلال هذا الشهر تقضي الوقت نهارا عند زوجة صديق والدها و بناته او تتمشى في الشوارع الواسعة وتجلس في الحدائق وعندما يخيم الليل تعود الى ذلك البيت الذي بات سجنا باردا موحشا وتنام في الصالة اما زوجها فكان يعيش حياة هادئة مع زوجته غير مهتم بوجودها او السؤال عنها وعن مشاعرها وفي بعض الاحيان كانت تقضي ساعات طويلة بمركز الشرطة او النظارة كعقوبة لها لانها دخلت بطريقة غير شرعية .
هاقد انتهت الاجراءات وتم حجز تذكرة طيران لها دون عودة , لملمت ما تبعثر من جروحها ولملمت اشلاء ذكرياتها المؤلمة في كل زاويه وفي كل ركن مرت به . ان احزانها كانت عميقة سببت لها ندبة في قلبها الصغير الذي ما تعود يوما الا على نشر السعادةو الفرح للاخرين .لقد كان ينبض حبا و عنفوانا وعفوية بات اليوم مقفرا باردا بل صوته خافت . رحلت مدمرة يائسة وفي راسها اسئلة كثيرة تحتاج لاجابات , عادت الى بيتها و عائلتها الدافئة بقلب جديد اما ثوب احلامها الذي نسجته اياما و ليالي بات باليا ممزقا لا يناسبها .
وصلت الى بر الامان , مرحلة جديدة من حياتها كانت دائمة الشرود في عالم اخر بالكاد تتكلم او تأكل دائما تفكر و تتأمل بكل ما حدث معها وما سيحدث , بذلك الرجل الذي قلب كيانها وحولها الى دمية مكسورة تملؤها الندوب و الجراح , التعلق يا سادة وما اصعبه من شعور يجعل منك تابعا لمن تعلق قلبه بك وقد يتحول الى شعور ازلي سرمدي يقود صاحبه حد الجنون ان لم يعالجه بالكي .
كان الكل يحيطها بالمحبة والحنان والدعم الاب الام الاخوة والاخوات نعم بارقة امل جديدة ظهرت في حياتها او بالاحرى عادت انها تلك الصديقة عبير التي ما تركتها يوما وطالما شاطرتها كل لحظات حياتها انها مثل عبق الازهور انسام وردية تشق الصدر وتملؤه سعادة , تستمع اليها تساندها وترشدها دوما .
كم انت محظوظة يا لطيفة بوجود هذه العائلة والصديقة معك , باتت تتحسن شيئا فشيئا عادت لها الحياة بالتدريج اذا لاح امل جديد كأنه شعاع نور انبعث من قلب السماء مخترقا الدائرة السوداء المقفلة التي احاطت بها .
تمكنت عبير من مساعدة لطيفة على ايجاد عمل مع الاطفال في احدى المؤسسات اغرقت نفسها بالعمل وعاد لها النشاط والحيوية , الجميع يحبها فهي تلك الفتاة النشيطة المبادردة لفعل الخير ومساعدة الاخرين ولكنها ليلا كانت تعود الى وسادتها وتغرقها بالدموع يخيم عليها حزن عميق فجرحها مازال حيا على الرغم من مرور عامين لم يتوانى الاب عن البحث عن حل لوضع ابنته فهي مازالت زوجة لذلك الرجل الذي تخلى عنها واهمل وجودها . لم يجد حل فوضعها كان بحاجة لجرعة سحرية للتعامل مع انسان منافق وكاذب مضلل للحقيقة .
استمرت لطيفة بعملها وتدريباتها حتى باتت انسانة قوية متمكنة في جميع الامور اتقنت عملها وحققت نجاحا بشكل ملفت للانظار لقد كانت حديث المؤسسة التي تعمل بها لكفاءتها و ذكائها . وبعد مرور خمس اعوام تم اختيارها للسفر لتمثل المؤسسة في الخارج في مؤتمر دولي , شعرت بفرح كبير اذ ان حلم السفر سيتحقق من جديد ومن غير وجود رجل , جهزت كل الاوراق الثبوتية ووثيقة السفر حيث تم تدوين اسم الزوج عليها , صراع جديد واجه لطيفة اما آن للحياة ان تبتسم لها , صراع وليس الند انسان هذه المرة انه القانون وهو الاداه التي صنعها الانسان لتنظم حياة البشر وليس لتشكل عقبة امام طموحاتهم . ان لطيفة الان يا سادة لن تتمكن من السفر بفعل القانون الذي ينص على عدم السماح للمرأة المتزوجة بالسفر الا باذن الزوج او بوثيقة طلاق تم ترجمتها الى لغةالدولة التي ستتوجه اليها وان يتم تصديقها والسبب هو وجود اسم الزوج على وثيقة السفر.
ما كادت تلتقط انفاسها حتى وقت مجددا مع حرب ضروس جديدة ومع من القانون . القانون الجامح الذي يقيد المرأة في مجتمعاتنا ويجعلها سلعة يتلاعب بها الرجل وقتما يريد وكيفما شاء دون رقيب فقط لانه رجل .
بدأت المفاوضات مع وال الزوج واهله وتدخلت اصحاب الايادي البيضاء للمساومة على حرية لطيفة بعد اكثر من خمسة اعوام , كيف مر العمر وكأنه برهة دون ان نعي اننا لازلنا نغرق في وحل العادات والتقاليد . ان المرأة تناضل وتجاهد وتكافح جميع الاطراف وتساوم على حقوقها فأي عدل واي سلام ننادي به في المؤسسات والجمعيات التي تناصر المرأة ؟؟؟ ما بتنا نؤمن به هو ان المرأة لا تناضل الا لتصل الى موتها بسلام , اصبحت لطيفة على دراية ان الحياة هي متحكم رحيم يمهد لدولته السعد ويقرن لرعيته الهناء حتى يطمئنوا لها وفي لحظة تنقض عليهم وتغرس مخالبها في افئدتخم و أوصالهم و جلودهم .
صولات وجولات ومفاوضات حتى تم التوصل الى حل وهو ان تقوم لطيفة بخلع نفسها و التنازل عن كافة الحقوق و المستحقات , أبت ان تكون كطائر سيذبح ان لم تتمكن من الافلات من قبضة الجلاد ,فهو من دولة تحترم وتقدس حقوق ابنائها اما هي فمن دولة تقيد ابناءها و تسحقهم .ظهرت اخيرا النوايا لقد جعلها امرأة مكبلة في قيد العبودية لأكثر من خمس اعوام فقط حتى لا تحصل على فلس واحد .
لابد ان تنهض من جديد وستكسر القيد لتخلق طريقا جديدا وستقطعه رغما عن كل المعيقات بعنادها وشموخها , الشرخ الموجود بداخلها اظهرها جميلة نضرة بل بأبهى حلتها . . لن تهرب وستواجه كصخرة صلبة اشترت نفسها وتخلت عن كل القيود وحطمت ذلك الاطار الذي حاول المجتمع والعادات فرضه عليها .
واخيرا نالت حريتها جمعت امتعتها وتوجهت في رحلة حياة جديدة امرأة قيادية ناجحة , نعم على مدرج الطائرة عانقها ذلك الهواء العليل تلاعب بشعرها وهز كيانها من الداخل صرخت اجزاؤها فرحا معلنة ولادة مشوار جديد قد يكون سهلا وقد تملؤه المخاطر لكن ذلك لا يهم لطيفة باتت تدرك ان العثرة هي درع لها وان هذا الدرع سيجعل منها انسانة صلبه لا تهزها شدة ,
ان عدد العثرات ليس معيارا للفشل بل مقياسا للقوة التي سنكتسبها .
صرخت لطيفة صرخة مدوية تقشعر لها الابدان “يا معشر النساء , قمن لنكسر حواجز اليأس ونقهر الشامتين ونصل باصرارنا لما لم يتوقعه الجمهور , ولنضع نصب اعيننا اننا سنكون يوما ما نريد “
انتهت